مستخلفين فيه: خلفاء عنه ووكلاء بالتصرف .
هذه السورةُ من السوَر المدنية كما قدّمنا ،وهي تعالج بناء دولة وأمة .وهنا تعالج حالةً واقعة في ذلك المجتمع الإسلامي الجديد ،فيظهر من سياق الحثِّ على البذْل والإيمان أنه كان في المدينة ،إلى جانبِ السابقين من المهاجِرين والأنصار ،فئةٌ من المؤمنين حديثةُ عهدٍ بالإسلام ،لم يتمكن الإيمان في قلوبهم ،ولهم صِلاتُ قرابةٍ ونَسَبٍ مع طائفة المنافقين التي نبتت بعد الهجرة وكانت تكيدُ للإسلام والمسلمين .وكانت هذه المكائد تؤثّر في بعض المسلمين الذين
لم يُدركوا حقيقةَ الإيمان فأنزل الله تعالى هذه الآية والآياتِالتي بعدها يثبّت بها قلوبَ المؤمنين ويحثّهم على البذل والعطاء .فهي تقول:
آمِنوا باللهِ حقَّ الإيمان الصادق ،وأنفِقوا في سبيل الله من المال الذي جعلكم خلفاءَ في التصرّف فيه .
ثم تبين السورة ما أعدّ الله للذين آمنوا وأنفقوا من أجرٍ كبير:{فالذين آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} .