والذين لم يصدّقوا بآياتنا الواضحة الدالة على قدرتنا ،لم ينتفعوا بحواسهم من معرفة الحق فتخبّطوا في ضلال الشرك والعناد تخبُّط الأصم والأبكم في الظلمات الحالكة: ظلمة الوثنية ،وظلمة الجاهلية ،والكفر ،والجحود .وهؤلاء لا نجاة لهم من الهلاك .ولو كان لديهم أي استعداد للخير لوفّقهم الله إليه .فإنه سبحانه إذا أراد إضلال إنسان لفساد قصده ،تركه وشأنه .وإذا أراد هدايته لسلامة قصده ،يسّر له السير في طريق الإيمان الواضح المستقيم .
وهذه الآية الكريمة وأمثالها ترشدنا إلى البحث في طباع الأحياء لنزداد علماً بسنُن الله وأسراره في خلقه ،ونزداد بآياته إيمانا ،ونعتبر بحال من لم يستفيدوا مما فضلهم الله بِهِ على الحيوان ،وهو بالعقل ،ومما جاء به الرسول الكريم من هدى وإرشاد ،وهو القرآن .