حُملوا التوراة: عُلِّموها وأمروا أن يعملوا بها .
ثم لم يحملوها: لم يعملوا بها .
الأسفار: جمع سِفر وهي الكتب ،السفر الكتاب .
الكلام في هذه الآية الكريمة عن اليهود وكَذِبهم ،وتعنُّتِهِم ،وتبجُّحهم ،فبعد أن منّ الله على هذه الأمة بإرسال رسول من أنفسِهم .قال اليهود: إن هذا الرسولَ لم يُبعث إليهم ،ولذلك يردّ الله عليهم مقالهم بأنهم لو عملوا بالتوراة وفهموها حقَّ الفهم ،لرأوا فيها وصفَ النبي الكريم والبشارة به ،وأنه يجب عليهم اتّباعه ،لأنه رسول ورحمة للعالمين .
وما مثلُهم في حَملِهم للتوراة وتركهم العملَ بها إلا كمثل الحمار الذي يحمل الكتبَ ولا يفهم منها شيئا ،ولا يجديه حملُها نفعا .
ثم زاد في توبيخهم بقوله:
{بِئْسَ مَثَلُ القوم الذين كَذَّبُواْ بِآيَاتِ الله والله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين} .
وكيف يهتدون وهم متكبرون وقد رانَ الضلالُ على قلوبهم ؟.