أدنى: أقل .
يقدّر الليل والنهار: يقدر طول الليل والنهار وقصَرهما ويعلم مقاديرهما وأجزاءهما وساعاتهما .
فتاب عليكم: فخفّفَ عنكم بأن تصلّوا ما تستطيعون وما تطيقون .
فاقرأوا ما تيسّر من القرآن: فصلّوا ما يمكنكم وما يتيسر لكم من صلاة الليل .
ثم تُختم السورةُ بهذه الآية الطويلة وفيها تخفيفٌ ورحمةٌ للمؤمنين .ويقول معظم المفسّرين إن هذه الآية نزلت بعدَ عامٍ من نزول سورة المزمل .
إن ربك يا محمد ،يعلمُ أنك تقوم أقل من ثلث الليل أحيانا ،وتقوم نصفه وثلثه في بعض الأحيان ،وأن طائفة من أصحابك كذلك تقوم من الليل كما تقوم أنت ،والله يقدّر طول الليل والنهار ،وهو يعلم أنكم لا تستطيعون إحصاء أجزاء الليل والنهار ( لأنه لم يكن عندهم ساعات يضبطون فيها الأوقات ) .فخفف الله عليكم للأعذار التي تحيط بكم من مرض أو سفر أو جهاد للعدو ،ولذلك صلّوا
ما تستطيعون من صلاة الليل ،وواظبوا على الصلاة وأداء الزكاة .وتصدقوا في سبيل الخير ،على الفقراء والمساكين والأعمال العامة .
{وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ الله} .
أي شيء تفعلوه من وجوهِ البرّ والخير والإحسان تلقَوا ثوابَهُ عندَ الله بأضعاف ما قدّمتموه ....فاستغفِروا الله من فعلِ السيّئات والتقصيرِ في الحسناتِ ،إن الله غفور رحيم دائماً وأبدا .
وقوله تعالى:{وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله} دليلٌ من دلائل النبوة ،لأن الآية مكية ،والجهادُ لم يُفرض إلا بعدَ الهجرة .
قراءات:
قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو: ونصفه وثلثه بالجر ،والباقون: ونصفه وثلثه بالنصب .والحمد لله أولا وآخرا .