كدأب: كعادة .
إن الله تعالى لا يترك الناس سُدى ،وإنما هي سنّته يمضي بها قدَرُه ،وليس فعل هؤلاء المشركين من قريش الذين قُتلوا ببدر وما أصابهم إلا ما يصيب المشركين في كل زمان .لقد أصاب مثلُه آل فرعون والذين من قبلهم من الأمم الخالية ،وقد آتاهم الله من نعمته ،ورزقهم من فضله ،ومكن لهم في الأرض ،وجعلهم خلائف فيها ،فطغَوا وبغَوا وتجبروا ،وجاءتهم آيات الله فكفروا بها ،فحقَّت عليهم كلمة ربك ،وأخذَهم بالعذاب .
{إِنَّ الله قَوِيٌّ شَدِيدُ العقاب} لا يغلبه غالب ،شديد المجازاة لمن يستحق عقابه .
روى مسلم في صحيحه عن أبي ذرّ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى يقول: إني حرّمت الظلمَ على نفسي ،وجعلته بينكم محرما ،فلا تَظالموا ،يا عبادي إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم ،فمن وجَد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه » والحديث طويل نفيس .