{ كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب ( 52 )} .
{ كدأب آل فرعون والذين من قبلهم} أي دأب هؤلاء وشأنهم الثابت لهموالدأب الاستمرار على الشيءكدأب آل فرعون والذين من قبلهم من الفراعنة وسائر الملوك العتاة وأقوام الرسل في التاريخ ، وقد فسره قوله تعالى:{ كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم} ولم يظلم أحدا منهم مثقال ذرة ، ونصر رسله والمؤمنين بهم عليهم ، على ما بين الفريقين من تفاوت في العدد والعُدد وسائر الأسباب ، فكما كان دأبهم واحدا كانت سنة الله فيهم واحدة ، فنصره تعالى لرسوله والمؤمنين في بدر هو مقتضى تلك السنة{ فإن الله شديد العقاب} لمن يستحق عقابه ولكن لكل شيء عنده أجلا قال صلى الله عليه وسلم:( إن الله تعالى ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ){[1444]} رواه الشيخان والترمذي وابن ماجة من حديث أبي موسى رضي الله عنه .
وقد تقدم مثل هذه الآية في سورة آل عمران إلا أنه قال فيها:{ كفروا بآياتنا}[ النساء:56] والنكتة في هذا التكرار بين أنه سنة الله فاطرد .والفرق بين الموضعين أن آية آل عمران في الكفار المغرورين بكثرة أموالهم وأولادهم المحتقرين للرسل وأتباعهم من ضعفاء المؤمنين بفقرهم وضعف عصبيتهم النسبية .وأما آية الأنفال فهي في الكفار المغرورين بقوتهم وبأسهم المحتقرين للمؤمنين بفقد ذلك وهي سابقة في النزول .