فتنوا المؤمنين: ابتلوهم ،وحرقوهم بالنار ،يقال: فتن المعدنَ: صهره في النار .
عذاب الحريق: عذاب النار في جهنم .
وبعد أن ذكر قصةَ أصحابِ الأُخدود ،وما فعلوه من العذاب الكبير بالمؤمنين ،شدَّد النكير على أولئك المجرمين الذي عذّبوهم ،بأنه أعدَّ لهم عذاباً أليما في نار جهنم ،وأنه إن أمهَلَهم فإنه لا يُهمِلُهم ،فقال:
{إِنَّ الذين فَتَنُواْ المؤمنين والمؤمنات ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الحريق} .
إن الذين امتحنوا المؤمنين والمؤمنات في دِينهم بالأذى والتعذيبِ بالنار ولم يتوبوا إلى الله من ذلك الجرم الكبير ،بل ظلّوا مصرّين على كفرهم وعنادهم ،لهم في الآخرة عذابُ جهنم وحريقُها كما أحرقوا المؤمنين .
وقد اختلف المفسرون في حقيقة أصحاب الأخدود ،وأين كان موضعهم ومن هم ،وأوردوا أقوالا كثيرة لا فائدة منها فأضربنا عنها وتركناها .....