قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ} .
يحتمل أن يكون مرادًا به أصحاب الأخدود ،وفتنوا بمعنى أحرقوا ،ويحتمل أن يكون عاماً في كل من أذى المؤمنين ليفتنوهم عن دينهم ويردوهم عنه بأي أنواع الفتنة والتعذيب .
وقد رجح الأخير أبو حيان وحمله على العموم أولى ،ليشمل كفار قريش بالوعيد والتهديد ،وتوجيههم إلى التوبة مما أوقعوه بضعفة المؤمنين ،كعمار وبلال وصهيب وغيرهم .
ويرجح هذا العموم ،العموم الآخر الذي يقابله في قوله:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} ،فهذا عام بلا خلاف في كل من اتصف بهذه الصفات .