ثم وصف الله هؤلاء الكَمَلَةَ من المؤمنين الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم ،بأنهم صفوة مختارة ،ذات صفات مميزة ،منها ما يختص بذوات أنفسهم ،ومنها ما يختص بتكاليف هذه البيعة فقال:
{التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عَنِ المنكر والحافظون لِحُدُودِ الله وَبَشِّرِ المؤمنين} .
إن أوصاف هؤلاء الذين باعوا أنفسَهم لله بالجنة ،إنهم: يكثِرون التوبة إلى الله من هفواتهم ،ويحمدونه على كل حال ،ويسعون في سبيل الخير لأنفسهم ولغيرهم ،ويحافظون على صلواتهم و يؤدونها كاملة في خشوع ،ويأمرون بكل خير يوافق ما جاء به الشرع ،وينهون عن كل شرٍ يأباه ،ويلتزمون بشريعة الله .وبشرِّ أيها الرسول ،المؤمنين المتصفين بهذه الصفات بخَيْرَي الدنيا والآخرة .