( 2 ) من قبل أن تقدروا عليهم: من قبل أن يقعوا في أيديكم وتقبضوا عليهم وتظفروا بهم .
/م33
ولقد أورد ابن كثير بعض الأحاديث النبوية في سياق الآية الثانية وبخاصة الجملة الأخيرة منها ،منها حديث عن عبادة بن الصامت قال: إنه رواه مسلم .وقد ورد حديث مقارب له في التاج برواية البخاري ومسلم والترمذي والنسائي هذا نصه: ( قال عبادة: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مجلس فقال: تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ،فمن وفى فأجره على الله ،ومن أصاب شيئا من ذلك فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ،ومن أصاب شيئا من ذلك فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عفا وإن شاء عذبه ،فبايعناه على ذلك ) ( 1 ){[813]}وحديث رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة عن علي قال: ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أذنب ذنبا في الدنيا فعوقب عليه فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عبده ،ومن أذنب ذنبا في الدنيا فستره الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود عليه في شيء قد عفا عنه ) . ويلوح إلى أن ابن كثير قد أورد الأحاديث على اعتبار انطباق الآية على المسلمين .ومع ذلك فإنه يلوح أنها إنما تصح أن تساق في معرض ذنوب يقترفها مسلم ما في حالة اعتيادية ،وليس في حالة توصف بأنها محاربة الله ورسوله والسعي في الأرض فسادا .وقد يكون حينئذ من حكمتها تطمين المؤمن الصادق في إيمانه مع بث الخوف والرجاء في نفسه .أما على اعتبار أن الآية في صدد الكافر وبخاصة الكافر المحارب فليست الأحاديث موضع تطبيق كما هو المتبادر .فالذي يموت كافرا مخلدا في النار .حتى ولو لم يرتكب جرائم أخرى كما هو مقرر في الآيات القرآنية العديدة .