أمّا النموذج الثاني ،وهو الَّذي أشارت الآية إليه بقوله تعالى:{إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فأولئك هم الَّذين ينالهم الله بالمغفرة والرحمة ،لأنَّهم تابوا من موقع القناعة الحرّة الّتي لا تخضع لضغط ،ما يوحي بأنَّ الجريمة لم تكن إلاَّ عرضاً طارئاً لا عمق ولا امتداد لها في حياته ،ولذلك يعينهم الله على تجاوزها ،لئلا تبقىفي داخلهمعنصر قلق وحَيْرة وضياع ،فيفتح لهم أبواب مغفرته ،وبذلك يشعرون بأنَّ الله يتقبلهم فيبدأون حياة جديدة في ظل المغفرة والرحمة ،تبتعد بهم عن كل ما يرهق حياتهم وحياة الآخرين بالانحراف والخطيئة .