{وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( 26 )} .
قال المفسرون{[912]} في تأويل الآية: إن زعماء المشركين كانوا ينأون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو عن القرآن فلا يؤمنون به وينهون غيرهم عن الإيمان به فجمعوا بذلك بين القبيحين ،وهم بذلك لا يضرون إلا أنفسهم دون أن يشعروا وروى مع ذلك{[913]} أن الآية نزلت في أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يدافع عنه ولا يؤمن به في الوقت نفسه .
وقد صوب الضحاك وقتادة ومجاهد والطبري التأويل الأول وهو ما نراه الأوجه ،ولا سيما إذا لوحظ أن الآية جاءت في سياق تعنيف زعماء الكفار على مواقف عنادهم ومكابرتهم ثم في سياق جدلهم في القرآن .وليس في سياق مجال الاستطراد إلى وصف موقف عنادهم ومكابرتهم ثم في سياق جدلهم في القرآن .وليس في السياق مجال للاستطراد إلى وصف موقف عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والآية بعد معطوفة على ما قبلها ،وليست فصلا مستقلا .والآيات التالية لها هي استمرار في السياق أيضا .أما الشطر الثاني من الآية فقد جاء بمثابة تعقيب على ما حكاه شطرها الأول ؛حيث قرر أن ما يفعله الكفار إنما يضرون به أنفسهم ويهلكونها به دون أن يشعروا ويدروا .