/م25
{ وهم ينهون عنه وينئون عنه} ضمير{ وهم} عائد إلى المشركين المعاندين للنبي صلى الله عليه وسلم الجاحدين لنبوته الذين ورد هذا السياق بطوله فيهم .لا إلى الفريق الذي ذكر أخيرا في قوله:{ ومنهم من يستمع إليك} والمعنى أنهم ينهون الناس عن سماع القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وينأون أي يبعدون عنه ليكونوا ناهين منتهين ، والنأي عنه يشمل الإعراض عن سماعه والإعراض عن هدايته .وقيل إن المعنى ينهون عن النبي صلى الله عليه وسلم أي ينهون العرب عن حمايته ومنعه وعن إتباعه والسماع له جميعا ويبعدون عنه بعد جفاء وعداوة .{ وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون ( 26 )} أي وما يهلكون بذلك إلا أنفسهم وما يشعرون بذلك بل يظنون أنهم يقضون عليه صلوات الله وسلامه عليه .وهذا من معجزات القرآن وإخباره بالغيب فقد هلك جميع الذين أصروا على عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم بعضهم بالنقم الخاصة وبعضهم في بدر ثم في غيرهم من الغزوات ، ويلي هذا الهلاك الدنيوي هلاك الآخرة ، ولفظ الآية يشملها وهو في هلاك الدنيا أظهر .