{ كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون33} .
بعد أن بين سبحانه في الخلق ما يدل على التوحيد وأن كفر من كفر عجيب وغريب ذكر أنه قد سجل عليهم .{ كذلك} ،( الكاف ) للتشبيه إشارة إلى ضلالهم بعد أن أقامت البينات القاطعة في الخلق والتكوين وإقرارهم بأن الله الخالق وحده لا خالق سواه ، ثم بعد ذلك ينحرفون من غير سبب للانحرافهم إلا ضلالهم .
أي أنه كهذه الحال التي رأيتموها{ حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون} ، أي أنهم ينحرفون عن الأمر الذي يقرونه ويقره العقلاء .
أي أنهم ينظرون إلى الأشياء نظرا منحرفا كما ينظر من رمد أو حول ، ثم ينغمرون في طريق الانحراف حتى يبلغوا في ضلالهم أقصاه .
فمثل هذا هو الذي حقت به ، أي ثبتت به كلمة الله التي لا تختلف ولا تتغير ، على الذين فسقوا وانحرفوا وتمردوا على الحق ، وأظهر في موضع الإضمار للإشارة إلى أن فسقهم وتمردهم أدى بهم إلى ما حق عليهم .
{ أنهم لا يؤمنون} ،{ أنهم}:بدل بيان من{ كلمت ربك} ، أي أنهم لا يؤمنون فهو نفي للإيمان ذلك لأنهم سلكوا طريق الباطل .
أي كذلك حقت على الذين فسقوا كلمة ربك التي هي{ لا يؤمنون} .