{ إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم 56} .
{ إني توكلت على الله ربي وربكم} أي اعتمدت عليه سبحانه فهو يحميني بحكمته وتقديره وتدبيره وهو ربي وربكم ، يعرف طاقتكم وما عندكم من قوة وتدبير ، وإنه لا ريب ضعيف بجوار تدبيره ، وقاض عليه سبحانه ، وأكد ذلك قوله تعالى:{ ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها} أي قادر عليها متمكن من أمرها ، وفي قوله تعالى:{ آخذ بناصيتها} أي قادر عليها متمكن من أمرها ، وفي قوله تعالى:{ آخذ} تمثيل لقوته تعالى وسيطرته وأنه آخذ بناصية خلقه لا يتمكن أحد من البعد عن قبضته ، ثم بين لهم أن طريق الله هي الطريق فقال:{ إن ربي على صراط مستقيم} أي إن ربي ممسك الطريق المستقيم متمكن منه ، وأن ما يدعو إليه هود هو الصراط المستقيم كقوله تعالى:{ وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه . . .153}( الأنعام ) .
وقد أبلغ هودرسالة ربه وحسبه ذلك ، ولم يبق إلا أن ينزل بهم ما استعجلوه ولذا قال تعالى: