{ فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربي قوما غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربي على كل شيء حفيظ57} .
أبلغ هود رسالته في بيان ورفق ، ولم يكن رفقه ضعفا في جنب الله ، ولكنهم أصروا على الكفر والعصيان واستعجلوا العذاب الذي كان يذكرهم به أثناء تبليغ رسالة ربه ، عندئذ ذكرهم بعاقبة أمرهم ، فقال تعالى مخبرا عنه:{ فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به} ،{ تولوا} فعل مضارع حذفت فيه تاء ، أي فإن تتولوا بأن تعرضوا فقد أبلغتكم رسالة ربي الذي رباني وخلقني ، ولم يبق بعد الرسالة إلا أن ينزل بكم ما أنذركم به وهو عذاب محيط مدمر ، ولذا قال تعالى فيه:{ ويستخلف ربي قوما غيركم} أي بعد إزالتكم من الأرض ، ولا تضرونه شيئا بزوالكم وذهاب جمعكم لأنه يحتاج إلى خلقه وهم يحتاجون إليه .
{ إن ربي على كل شيء حفيظ} ، أي رقيب لا تخفى عليه أعمالكم ويجازيكم عليها حق الجزاء وهو حفيظ على كل شيء ، لا يمكن أن يضره شيء ، وهو فوق كل شيء وعلى كل شيء قدير .