/م53
فإن تولوا: أي: فإن تتولوا وتعرضوا ،حذفت إحدى التاءين .
ويستخلف ربي
قوما غيركم: أي: يجعل غيركم خلفاء لكم بعد إبادتكم .
57{فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} .
يختم هود عليه السلام الحوار هنا بتهديد ووعيد .
والمعنى: إن تعرضوا عن رسالتي ،وتتولوا وتتركوا ما جئتكم به من عبادة ربكم وحده لا شريك له ؛فقد أبلغتكم رسالة ربكم ،ولم أقصر في البلاغ .أما أنتم إذا أصررتم على الجحود والكفر ؛فإن الله سينتقم منكم ويهلككم ،ويجيء بقوم آخرين يخلفونكم في دياركم وأموالكم ،ويكونون أطوع لله منكم .
{ولا تضرونه شيئا} .بتوليكم وكفركم ؛فالله غني عنكم وأنتم الفقراء إليه .وفي الحديث القدسي:"ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ؛ما نقص ذلك من ملكي شيئا ) ) ، 47 فأنتم بمعصيتكم وكفركم لا تعجزون الله ،ولا تضرون إلا أنفسكم .
{إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} .فهو المهيمن على كل شيء ،وهو الحسيب الرقيب ؛فلا تخفى عليه أعمالكم ؛ولا يغفل عن مؤاخذتكم .