/م53
{ فإن تولوا} أي فإن تتولوا مجرمين ولم تنتهوا بنهيي لكم عن التولي ولم تطيعوا أمري لكم بعبادة الله وحدة وترك الإشراك به{ فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم} أي فقد أبلغتكم رسالة ربي التي أرسلني بها إليكم وليس علي غير البلاغ ولزمتكم الحجة ، وحقت عليكم كلمة العذاب{ ويستخلف ربي قوما غيركم} إذا هو أهلككم بإصراركم على كفركم وإجرامكم{ ولا تضرونه شيئا} ما من الضرر بتوليكم عن الإيمان ، فإنه غني عنكم وعن إيمانكم{ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم} [ الزمر:7] ويستلزم هذا أنكم لا تضرون رسوله ولعله هو المراد ، ويؤيده قوله:{ إن ربي على كل شيء حفيظ} أي قائم ورقيب عليه بالحفظ والبقاء ، على ما اقتضته سنته وتعلقت به مشيئته ، ومنه أنه ينصر رسله ويخذل أعداءه وأعداءهم إذا أصروا على الكفر بعد قيام الحجة عليهم .