/م53
{ إني توكلت على الله ربي وربكم} هذا احتجاج على ما دل عليه ما قبله من عدم الخوف منهم ومن آلهتهم ، يقول إني وكلت أمر حفظي وخذلانكم إلى الله معتمدا عليه وحده إذ هو ربي وربكم أي مالك أمري وأموركم المتصرف فيها وفي غيرها بدليل قوله:{ وما من دابة} تدب على هذه الأرض{ إلا هو آخذ بناصيتها} أي مسخرها ومتصرف فيها ، والتعبير بالأخذ بالناصية وهو مقدم شعر الرأس تمثيل لتصرف القهر ، والخضوع الذي لا مهرب منه ولا مفر ، وتقدمت الجملة في أول الآية السادسة من هذه السورة .ويؤيده من سورة العلق{ لئن لم ينته لنسفعن بالناصية} [ العلق:15] أي لنأخذن بها أخذ القاهر المؤدب قال في الأساس:وسفع بناصية الفرس ليلجمه أو يركبه ، وسفع بناصية الرجل ليلطمه ويؤدبه اه .{ إن ربي على صراط مستقيم} أي على طريق الحق والعدل لا يسلط أهل الباطل من أعدائه على أهل الحق من رسله ومتبعيهم من أوليائه ، ولا يضيع حقا ولا يفوته ظالم .