{ وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد78} .
الإهراع الإسراع في رعدة ، وقد جاءوا بهذا الإسراع في رعدة الشهوة الجامحة الفاسدة ، ولا يستعمل "يهرع"إلا بالبناء للمجهول ، جاءوا مسرعين مهتزين مرتعدين من شدة الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين ، وهم معروفون عند نبي الله لوط عليه السلام بهذه الفاحشة ، ولذا قال تعالى:{ ومن قبل كانوا يعملون السيئات} أي كانوا مستمرين من قبل على عمل السيئات التي تسيء الإنسانية في ذاتها ، وتسيئهم وتسيء مجتمعهم ، فأدرك لوط ماذا يريدون ، وعرض بناته عليهم ليتزوجوهن بدل الاسترسال في هذه الفاحشة التي لا يرضاها الحيوان لفطرته ، ويظهر أنه ألح في العرض وألحوا بالرد وتكاثروا بالفساد فقال{ أليس منكم رجل رشيد} بعد أن ألجأ إلى مروءتهم إن كان عند مثل هذا الصنف من الناس مروءة أو بقية من إنسانية فقال:{ ولا تخزون في ضيفي} .
قالوا مصرين على سوئهم وقبح فحشهم .