وقوله:( يهرعون إليه ) أي:يسرعون ويهرولون [ في مشيتهم ويجمرون] من فرحهم بذلك [ وروي في هذا عن ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وقتادة وشمر بن عطية وسفيان بن عيينة] .
وقوله:( ومن قبل كانوا يعملون السيئات ) أي:لم يزل هذا من سجيتهم [ إلى وقت آخر] حتى أخذوا وهم على ذلك الحال .
وقوله:( قال ياقوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) يرشدهم إلى نسائهم ، فإن النبي للأمة بمنزلة الوالد [ للرجال والنساء] ، فأرشدهم إلى ما هو أنفع لهم في الدنيا والآخرة ، كما قال لهم في الآية الأخرى:( أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ) [ الشعراء:165 ، 166] وقوله في الآية الأخرى:( قالوا أولم ننهك عن العالمين ) [ الحجر:70] أي:ألم ننهك عن ضيافة الرجال ( قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين . لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ) [ الحجر:71 ، 72] ، وقال في هذه الآية الكريمة:( هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ) قال مجاهد:لم يكن بناته ، ولكن كن من أمته ، وكل نبي أبو أمته .
وكذا روي عن قتادة ، وغير واحد .
وقال ابن جريج:أمرهم أن يتزوجوا النساء ، ولم يعرض عليهم سفاحا .
وقال سعيد بن جبير:يعني نساءهم ، هن بناته ، وهو أب لهم ويقال في بعض القراءات النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم .
وكذا روي عن الربيع بن أنس ، وقتادة ، والسدي ، ومحمد بن إسحاق ، وغيرهم .
وقوله:( فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي ) أي:اقبلوا ما آمركم به من الاقتصار على نسائكم ، ( أليس منكم رجل رشيد ) أي:[ ليس منكم رجل] فيه خير ، يقبل ما آمره به ، ويترك ما أنهاه عنه ؟