{ يا بني لا تدخل من باب واحدة وادخلوا من أبواب متفرقة} لقد كانوا في فخامة وكثرة ، وقد أكسبتهم مقابلتهم الأولى مكانة ، وقد خشي أن تصيبهم عين ، أو يتدافع الجند عليهم ، أو نحو ذلك ، ثم قال:{ ما أغني عنكم من الله من شيء} ، أي ما أدفع عنكم من الله من أي شيء ف{ من} هنا لاستغراق النفي ، أي أن احتياطه هذا لا يمنع قدر الله تعالى إن كان قدر لكم شيئا{ إن الحكم إلا لله} ،{ إن} هنا نافية ، أي ليس الحكم النافذ إلا لله تعالى ،{ عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون} أي عليه وحده توكلت ، فلا أتوكل على سواه وعليه وحده فليتوكل المتوكلون ، فهو السند ، وهو العماد وحده .
لقاء الأحبة