وقد عللوا عدم شعور أحد بهم بقولهم:
{ إنهم ن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا 20} .
هذه الجملة السامية مفصولة في البيان عن السابقة ، لأنها في مقام التعليل ، والتعليل بين جملتين من أسباب الفصل البياني بينهما ، وإلا فهما منفصلتان في المعنى ، إذ العلة متصلة بالمعلول ،{ إنهم إن يظهروا عليكم} ، أي يطلعوا عليكم مستظهرين عليكم مستعلين بما معهم من قوة الحاكم الغاشم وجند وغيرهم ،{ يرجموكم} ، أي يقتلوكم بالحجارة ، وهي أشد أنواع القتل ، وأقساها ،{ أو يعيدوكم في ملتهم} في وثنيتهم ، و{ أو} هنا في معنى ( إلا ) ، أي يرجموكم ، ولن ينجيكم من الرجم إلا أن تعودوا طوعا أو كرها إلى الوثنية التي فررتم منها فرارا السليم من الجرب ، وفي هذه الحال تكون الخسارة الدائمة إلى يوم القيامة ، وقد قالوا في ذلك:{ ولن تفلحوا إذا أبدا} ، و{ لن} للنفي المؤكد ، ويقول الزمخشري للنفي المؤبد:ومهما يكن معنى{ لن} فإن النفي مؤبد بقوله تعالى:{ أبدا} وفي التعبير ب{ إذا} أي أن عدم الفوز سبب عن عودتكم في ملتهم ، فهو حرمان اقترن سببه ، بعثهم الله تعالى بأن أيقظهم منه كما يبعث الموتى وإن لم يموتوا ، وقد تعرفوا العصر الذي بعثوا فيه .