جملة{ إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم} علة للأمر بالتلطف والنهي عن إشعار أحد بهم .
وضمير{ إنهم} عائد إلى ما أفاده العموم في قوله:{ ولا يشعرن بكم أحداً} ،فصار{ أحداً} في معنى جميع الناس على حكم النكرة في سياق شبه النهي .
والظهور أصله: البروز دون ساتر .ويطلق على الظفر بالشيء ،وعلى الغلبة على الغير ،وهو المراد هنا .
قال تعالى:{ أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء}[ النور: 31] وقال:{ وأظهره الله عليه}[ التحريم: 3] وقال:{ تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان}[ البقرة: 85] .
والرجم: القتل برمي الحجارة على المرجوم حتى يموت ،وهو قتل إذلال وإهانة وتعذيب .
وجملة{ يرجموكم} جواب شرط{ إن يظهروا عليكم} .ومجموع جملتي الشرط وجوابه دليل على خبر ( إن ) المحذوف لدلالة الشرط وجوابه عليه .
ومعنى{ يعيدوكم في ملتهم} يرجعوكم إلى الملة التي هي من خصائصهم ،أي لا يخلو أمرهم عن أحد الأمرين إما إرجاعكم إلى دينهم أو قتلكم .
والملة .الدين .وقد تقدم في سورة يوسف ( 37 ) عند قوله:{ إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله .} وأكد التحذير من الإرجاع إلى ملتهم بأنها يترتب عليها انتفاء فلاحهم في المستقبل ،لما دلت عليه حرف ( إذاً ) من الجزائية .
و{ أبداً} ظرف للمستقبل كله .وهو تأكيد لما دل عليه النفي ب ( لن ) من التأبيد أو ما يقاربه .