الفاء للإفصاح ، أي أنهم قالوا{ هذا إلهكم وإله موسى} وليس له من صفات الألوهية شيء ،{ أفلا يرون} و"الفاء"مؤخرة عن تقديم لأن الاستفهام له الصدارة ، والتقدير فألا يرون أنه لا يرجع لهم قولا ، أي يرد لهم قولا ولا يجيبهم في قول ، و"أن"هي المخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الحال والشأن ، ورَجْعُ القول إجابته فهو لا يرد إجابة سائق يسوقه ، ولا قائد يقوده ، ولا يعرف قولا كما يعرف الحيوان ، فليس فيه أمر يدل على حياته حتى يعد حيا في أحياء الحيوان ، وإذا كان فإنه لا يمكن أن يكون إلها ، وإذا كان حيا فلا يمكن أيضا أن يكون إلها ، لا يمكن أن يكون إلها لأنه لا ينفع ، فهم أخطئوا لأنهم عدُّوه حيا ، وكفروا لأنهم عبدوه إلها ، فضلوا بذلك ضلالا بعيدا .