قصة إبراهيم
اختص هذا الجزء من قصة إبراهيم عليه السلام بمجابهته لقومه ، وحطمه أوثانهم ويظهر أنه كان في شبابه الباكر أو في أول بعثته ، ولا ندري على وجه التحديد كم كان سنه .
قال تعالى:{ ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين} .
أكد سبحانه وتعالى ما آتاه لإبراهيم ، ب "اللام"و"قد"، والرشد هو العلم والإدراك والنفاذ إلى الحقائق كما رأينا تعرفه لله تعالى في وسط الجهالة التي كانت غمامة على العقول منعتها من الإدراك السليم ، وكيف تعرف في نجم فرآه قد أفل ، ثم في القمر فرآه أيضا أفل ، ثم رأى الشمس بازغة ، فقال هذا حتى انتهى إلى الوحدانية .
هذا كله رشد وإدراك سليم انتهى إلى الإدراك الكامل لمعنى الألوهية المنزهة عن المشابهة للحوادث في أفولها وظهورها ، وفي فنائها وبقائها .
وقوله:{ من قبل} أي من قبل موسى عليه السلام ، وهو أسبق منه ، وكان تقديمه لما ذكرنا من أنه جاء بشريعة مفصلة وإن نسخ بعضها وبقي الآخر ، وقوله تعالى:{ وكنا به عالمين} أي عالمين كيف ربيناه ، وكيف صنع على أعيننا ، وربينا فيه روح الحق وتتبعه والوصول إليه .