التّفسير
تخطيط إبراهيم ( عليه السلام ) لتحطيم الأصنام:
قلنا: أنّ هذه السورة تحدّثتكما هو معلوم من اسمهاعن جوانب عديدة من حالات الأنبياءستّة عشر نبيّاًفقد أشير في الآيات السابقة إشارة قصيرة إلى رسالة موسى وهارون ( عليهما السلام ) ،وعكست هذه الآيات وبعض الآيات الآتية جانباً مهمّاً من حياة إبراهيم ( عليه السلام ) ومواجهته لعبدة الأصنام ،فتقول أوّلا: ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنّا به عالمين ) .
«الرشد » في الأصل بمعنى السير إلى المقصد والغاية ،ومن الممكن أن يكون هنا إشارة إلى حقيقة التوحيد ،وأنّ إبراهيم عرفها واطّلع عليها منذ سني الطفولة .وقد يكون إشارة إلى كلّ خير وصلاح بمعنى الكلمة الواسع .
والتعبير ب( من قبل ) إشارة إلى ما قبل موسى وهارون( عليهما السلام ) .
وجملة ( وكنّا به عالمين ) إشارة إلى مؤهّلات واستعدادات إبراهيم لاكتساب هذه المواهب ،وفي الحقيقة إنّ الله سبحانه لا يهب موهبة عبثاً وبلا حكمة ،فإنّ هذه المؤهّلات استعداد لتقبّل المواهب الإلهيّة ،وإن كان مقام النبوّة مقاماً موهوباً .
/خ58