أراد أن يثبت لهم بالفعل أنها لا تضر ولا تنفع غيرها ، بل لا تنفع نفسها ، ولا تدفع عنها فأراد أن يكيد لها ، أي يدبر لها أمرا لو فعل مع غيرها يضرها ، فقال مقسما:{ وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين} أي لأفعلن معهم ما يكون كيدا للأحياء إذا توليتم مدبرين ، أي إذا انصرفوا عنها وقد جعلوها وراء أدبارهم أي في غيبتهم عنها ، أو نقول:الكيد لهؤلاء العابدين ، ولكن موضع الكيد هو الأصنام جعل كأن الكيد لها ، وهو للعابدين ، والتاء للقسم وكان القسم بالتاء لأنه مظهر أشد توثيقا ، واللام لام القسم ، وروى أن ذلك كان وهم ذاهبون لعيد لهم ، روى ذلك ابن مسعود ، وقلنا إن ذكر الأصنام وإرادة العابدين لها للإشارة كما ذكرنا إلى أنها لا تدفع عن نفسها ، ولا قدرة لها ، ومن يعبدونها ، إنما يعبدون غير قادر لا يملك من أمره شيئا ، فكيف يملك لغيره أي شيء ، والله على كل شيء قدير .