الضمير في{ عليه} يعود إلى الشخص الذي يجادل بغير علم ، لأنه هو المتحدث عنه ، ولأن الكتابة التي يقدرها الله تعالى تكون على المكلفين ، فالأنسب عود الضمير إلى المجادل بغير علم ، ويكون معنى{ تولاه} جعل الولاية له على نفسه ، واتبعه فيما يوسوس به شيطان الإنس من دعوة إلى الباطل والفجور ، وفيما يوسوس شيطان الجن من إغراء بالشهوات والأمنيات الباطلة ، أي فمن يجعله له وليا ، ويتبعه ، ويحسبه نصيرا له ،{ فأنه يضله} ، أي يوقعه في الضلالة ،{ ويهديه إلى عذاب السعير} ، أي يسلك معه الطريق إلى عذاب السعير ، أي إلى جهنم وبئس المهاد .
ويجوز أن تجعل الضمير في{ عليه} يعود إلى الشيطان المريد ، وكذلك الضمير في{ تولاه} يعود إليه ، ويكون أن من يتولاه الشيطان ، ويسيطر عليه ويجعله تابعا له يضله ، ويوصله إلى عذاب السعير .
وفي الحالين التعبير بقوله تعالى:{ ويهديه إلى عذاب السعير} ، فيه تهكم ، مؤداه أن الرسل يهدون إلى الجنة ، أما الذين يتبعون الشياطين ، فإن إغرائهم يوصلهم إلى النار ، وتلك هدايتهم إن صح أن تسمى هداية .