{ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ( 38 )} .
هذا الجزاء ، وهو للذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله تعالى ، فمع عملهم الصالح يخافون لقاء الله ويرهبونه استصغارا لأعمالهم الصالحة ، وخوفا من هناتهم ، وكذلك الطاهرون دائما ، لأن نفوسهم نظيفة يخافون أن تلوث ، كما يخاف اللامس على ثوبه الطاهر ، لأن أي دنس يشوه منظره ، ويقبح مخبره ، فالطيب المستقيم على حق دائما ، وقوله تعالى:{ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} اللام هي لام العاقبة ، أي لتكون عاقبة هذا اليوم بالنسبة لهؤلاء الأطهار أن يكون جزاء حسنا لأحسن أعمالهم ، وجعل سبحانه وتعالى الجزاء لأحسن الأعمال ، والجزاء لهم على أعمالهم ، وذكر الكلام بهذه الصيغة لبيان أن الجزاء مساو للعمل تماما ، والله قد يزيد على الأعمال رحمة منه وفضلا ، ولذا قال تعالى:{ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} الرزق هنا هو الثواب الذي يزيد عن العمل ، وهو فيض من رحمته ، وفضل منه سبحانه ، وقوله{ بغير حساب} فيه إشارة إلى أنه عطاء غير مجذوذ .