/م36
ثم بين مآل الرجال الصادقين وحسن عاقبتهم فقال:
38 - لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ .
إنهم رجال أتقنوا أعمالهم ،وترفعوا عن الدنايا ولم تشغلهم الدنيا عن الآخرة ،فأدوا واجباتهم مرضاة لله ،وهنا تفيد الآية أن الجزاء من جنس العمل ،وأن الله يتقبل حسناتهم ويتجاوز عن سيئاتهم .
وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ...
فيضاعف لهم الحسنة بعشر أمثالها ،ويتفضل عليهم بالرضا والرضوان ،قال تعالى: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ...( يونس: 26 ) .
وفي الحديث القدسي: ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ،ولا أذن سمعت ،ولا خطر على قلب بشر )220 .
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ .
أي: يثيب من يشاء ثوابا لا يدخل في حساب الخلق ،فلا حدود لفضله ولا حساب لإحسانه ،إنه واسع العطاء كريم متفضل ،يعفو ويصفح ،ويقبل الحسنة ،ويكافئ عليها بعشر أمثالها ،ثم هو يضاعف لمن يشاء أضعافا مضاعفة ،بحسب نية المؤمن واجتهاده ،وإخلاصه ومرضاته لربه ،قال تعالى: رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه .( البينة: 8 ) .