{لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} وتلك هي غاية العمل الذي يقومون به في خط التقوى والإخلاص لله والانفتاح عليه ،وسينالون الجزاء عليه بالدرجة الأحسن والأفضل ،بحيث يجزيهم في كل بابٍ جزاء أحسن عمل في ذلك الباب ...ومرجع ذلكفي ما يقوله بعض المفسرينإلى أنهتعالىيزكي أعمالهم ،فلا يناقش فيها بالمؤاخذة في جهات توجب نقصها وانحطاط قدرها ،فيعد الحسن منها أحسن .وربما كان المقصود به هو الجزاء المضاعف ،كقوله تعالى:{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [ يونس: 26]{وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ} في ما يتفضل به عليهم ،مما قد لا تقتضيه طبيعة العمل من جزاء ،وذلك ما نستوحيه من الآيات التي تتحدث عن العطاء الإلهي بدون حساب ،كما في قوله تعالى:{أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ *لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَآءُ الْمُحْسِنِينَ} [ الزمر: 3334] .
{وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} وذلك في ما تكفّل لهم من رزقه في مواقع رحمته ،التي لا تضيق بشيء ،ولا يضيق عنها شيء ،بل تتسع لكل ما في الحياة من مجالات العطاء ،فهو الكريم الذي لا حدّ لكرمه ،وهو الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء .