بعد ذلك بين الله تعالى معدن الهداية ، وهو القرآن الكريم فقال:
{ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ( 6 )} .
وتلقي معناها يلقي إليك بقوة فتقاه راضيا بقوة متحملا ما يوجبه تحمله وتلقيه من صبر دائم ، وجهاد مستمر ومصابرة لأعدائه ، وتلقيه هو من عند الله تعالى الحكيم الذي يعطي كلاما هو صالح ، وهو عليم بالنفوس يطب لأدرانها بما يزيل أسقامها .
وهو وصف للقرآن الكريم بأحكم الصفات وأعمقها في معناها .
فهو أولا من عند الله ، ولا يجيء من عند الله إلا ما هو خير ، وقد شرفه الله تعالى بذلك الذي لا يقدر قدره ، وهو الحكيم الذي يشرع للناس ما يصلحهم في معادهم ومعاشهم ، وما يجمع ويصلح ، ولا يفرق ويشتت ، وهو العليم بكل شيء ، قد أحاط بكل شيء علما .
وقد أكد الله تعالى القول ، بخطاب النبي ، وحمله عبء القرآن الكريم .
إشارة إلى بعض قصة موسى عليه السلام