وهو دال على استنكار موسى بسبب ما أعطاهم الله من نعم لم ينعم بها أحدا من العالمين ، وهي آية عظيمة من آيات رب العالمين تدل على كمال توحيده ، وأنه المتفرد بالإيجاد والخلق والتدبير ، فقال:{ وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب} ، أ ي اذكروا نعمة الله عليكم ، وآياته فيكم ، إذ نجاكم من آل فرعون وذكر آل فرعون ؛ لأن آل فرعون وحاشيته هم المعاونون المحسنون لما ارتكب من طغيان وظلم ، والذين يسولون له كل ظلم ، ويبررون ما يفعل من شر ، وذكرهم ذكر له لأنه رأس الفساد ، وغيره تابع له محسن ، ومسول وهم كالشياطين حوله يشاركونه في الإثم ، ولا يعفى منه .{ يسومونكم} ، أي يذيقونكم سوء العذاب ، ثم بينه سبحانه بقوله:
{ يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم} .
أي ويل شديد اختبرتم به أشد اختبار ، فهل تكفرون بالله تعالى الذي نجاكم ، وتشركون به .