قوله تعالى:{وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ} .
بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن ديار قوم لوط وآثار تدمير الله لها بسبيل مقيم أي بطريق ثابت يسلكه الناس لم يندرس بعد ،يمر بها أهل الحجاز في ذهابهم إلى الشام ،والمراد أن آثار تدمير الله لهم التي تشاهدون في أسفاركم فيها لكم عبرة ومزدجر يوجب عليكم الحذر من أن تفعلوا كفعلهم لئلا ينزل الله بكم مثل ما أنزل بهم وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر كقوله:{وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ وَبِالَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [ الصافات:137-138] وقوله:{أَفَلَمْ يَسِيرُواْ في الأرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا}[ محمد صلى الله عليه وسلم:10] .وقوله فيها وفي ديار أصحاب الأيكة:{وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ} [ الحجر: 15] ،إلى غير ذلك من الآيات .