قوله تعالى:{وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} .
قوله:{وَقَوْمَ نُوحٍ} معطوف على قوله:{وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأولى} أي وأهلك قوم نوح ولم يبين هنا كيفية إهلاكهم ،ولكنه بين ذلك في مواضع أخر من كتابه كقوله تعالى:{وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُواْ الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ} [ الفرقان: 37] الآية .
وقوله تعالى:{فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [ العنكبوت: 14] .
وقوله تعالى:{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [ الأنبياء: 77] .
وقوله تعالى:{مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً} [ نوح: 25] .
وقوله تعالى:{وَلاَ تخاطبني في الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ} [ هود: 37 والمؤمنون 27] والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة .
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من كون قوم نوح أظلم وأطغى ،أي أشد ظلماً وطغياناً من غيرهم ،قد بينه تعالى في آيات أخر كقوله تعالى:{قَالَ رَبِّ إني دَعَوْتُ قومي لَيْلاً وَنَهَاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِي إِلاَّ فِرَاراً وإني كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُواْ أَصَابِعَهُمْ في ءَاذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَاراً} [ نوح: 5-7] .
وقوله تعالى:{قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً}إلى قوله{وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً} [ نوح: 21-24] .
وقوله تعالى:{إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً} [ نوح: 27] .
وقوله:{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ} [ هود: 38] .
ومن أعظم الأدلة على ذلك قوله تعالى:{فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً} [ العنكبوت: 14] لأن قوماً لم يتأثروا بدعوة نبي كريم ناصح في هذا الزمن الطويل ،لا شك أنهم أظلم الناس وأطغاهم .