/م1
وإذا تم بهذا الاستدلال على قدرة الرب الخالق ،كان بعده إقامة الدليل على صحة النبوة ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ،فجاءت المسألة السادسة وهي إعادة القراءة في قوله:{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} ،إذ أقام الدليل على أنك مرسل من الله تبلّغ عنه وتقرأ باسمه ،فاعلم أن تلك القراءة وهذا الوحي من ربك الأكرم ،والأكرم قالوا: هو الذي يعطي بدون مقابل ،ولا انتظار مقابل ،والواقع أن مجيء الوصف هنا بالأكرم بدلاً من أي صفة أخرى ،لما في هذه الصفة من تلاؤم للسياق ،ما لا يناسب مكانها غيرها لعظم العطاء وجزيل المنة .
فأولاً: رحمة الخليقة بهذه القراءة التي ربطت العباد بربهم .وكفى .
وثانياً: نعمة الخلق والإيجاد ،فهما نعمتان متكاملتان: الإيجاد من العدم بالخلق ،والإيجاد الثاني من الجهل إلى العلم ،ولا يكون هذا كله إلاَّ من الرب الأكرم سبحانه .