جملة{ إن في ذلك لأيات للمتوسمين}: تذييل .والآيات: الأدلّة ،أي دلائل على حقائق من الهداية وضدّها ،وعلى تعرُّض المكذبين رُسلهم لعقاب شديد .
والإشارة{ في ذلك} إلى جميع ما تضمّنته القصة المبدوءة بقوله تعالى:{ ونبئهم عن ضيف إبراهيم}[ سورة الحجر: 51] .ففيها من الآيات آية نزول الملائكة في بيت إبراهيم عليه السلام كرامة له ،وبشارته بغلام عليم ،وإعلام الله إيّاه بما سيحلّ بقوم لوط كرامة لإبراهيم عليهما السلام ،ونصر الله لوطاً بالملائكة ،وإنجاء لوط عليه السلام وآله ،وإهلاك قومه وامرأته لمناصرتها إيّاهم ،وآية عماية أهل الضلالة عن دلائل الإنابة ،وآية غضب الله على المسترسلين في عصيان الرّسل .
وتقدم الكلام على لفظ آية عند قوله تعالى:{ والذين كفروا وكذبوا بآياتنا} في سورة البقرة ( 39 ) .وقوله:{ وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه} في سورة الأنعام ( 37 ) .
والمتوسّمون أصحاب التوسم وهو التأمّل في السّمة ،أي العلامة الدّالة على المعلّم ،والمراد للمتأملين في الأسباب وعواقبها وأولئك هم المؤمنون .وهو تعريض بالّذين لم تردَعْهم العبر بأنهم دون مرتبة النظر تعريضاً بالمشركين الذين لم يتّعظوا ؛بأن يحلّ بهم ما حلّ بالأمم من قبلهم التي عرفوا أخبارها ورأوا آثارها .