دلت الفاء على أنّ مريم جاءت أهلها عقب انتهاء الكلام الذي كلّمها ابنها .وفي إنجيل لوقا: أنها بقيتْ في بيت لحم إلى انتهاء واحد وأربعين يوماً ،وهي أيام التطهير من دم النّفاس ،فعلى هذا يكون التّعقيب المستفاد من الفاء تعقيباً عرفياً مثل: تزوّج فوُلد له .
و{ قَوْمَهَا}: أهل محلتها .وجملة{ تَحْمِلُهُ} حال من تاء{ أتت .} وهذه الحال للدلالة على أنها أتت معلنة به غير ساترة لأنها قد علمت أن الله سيبرئها ممّا يُتهم به مِثل من جاء في حالتها .
وجملة{ قالُوا يامَرْيَم} مستأنفة استئنافاً بيانياً .وقال قومها هذه المقالة توبيخاً لها .
وفَرِيّ: فعيل من فَرَى من ذوات الياء .ولهذا اللفظ عدّة إطلاقات ،وأظهر محامله هنا أنه الشنيع في السوء ،قاله مجاهد والسدّي ،وهو جاءٍ من مادة افتَرى إذا كذب لأن المرأة تنسب ولدها الذي حملت به من زنى إلى زوجها كذباً .ومنه قوله تعالى:{ ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن}[ الممتحنة: 12] .
ومن أهل اللغة مَن قال: إن الفريّ والفرية مشتقان من الإفراء بالهمز ،وهو قطع الجلد لإفساده أو لتحريقه ،تفرقة بين أفرى وفَرى ،وأن فرى المجرد للإصلاح .