يقول تعالى مخبرا عن مريم حين أمرت أن تصوم يومها ذلك ، وألا تكلم أحدا من البشر فإنها ستكفى أمرها ويقام بحجتها فسلمت لأمر الله - عز وجل - واستسلمت لقضائه ، وأخذت ولدها ( فأتت به قومها تحمله ) فلما رأوها كذلك ، أعظموا أمرها واستنكروه جدا ، وقالوا:( يا مريم لقد جئت شيئا فريا ) أي:أمرا عظيما . قاله مجاهد ، وقتادة والسدي ، وغير واحد .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن أبي زياد ، حدثنا سيار حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثنا أبو عمران الجوني ، عن نوف البكالي قال:وخرج قومها في طلبها ، وكانت من أهل بيت نبوة وشرف . فلم يحسوا منها شيئا ، فرأوا راعي بقر فقالوا:رأيت فتاة كذا وكذا نعتها ؟ قال:لا ولكني رأيت الليلة من بقري ما لم أره منها قط . قالوا:وما رأيت ؟ قال:رأيتها سجدا نحو هذا الوادي . قال عبد الله بن أبي زياد:وأحفظ عن سيار أنه قال:رأيت نورا ساطعا . فتوجهوا حيث قال لهم ، فاستقبلتهم مريم ، فلما رأتهم قعدت وحملت ابنها في حجرها ، فجاءوا حتى قاموا عليها ، ( قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا ) أمرا عظيما .