جملة{ لا يسْمعُونَ فيها لغْواً} حال من{ عبَادَه} .
واللغو: فضول الكلام وما لا طائل تحته .وإنفاؤه كناية عن انتفاء أقل المكدرات في الجنة ،كما قال تعالى:{ لا تسمع فيها لاغية}[ الغاشية: 11] ،وكناية عن جعل مجازاة المؤمنين في الجنة بضد ما كانوا يلاقونه في الدنيا من أذى المشركين ولغوهم .
وقوله{ إلاَّ سلاما} استثناء منقطع وهو مجاز من تأكيد الشيء بما يشبه ضدّه كقول النّابغة:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم *** بهن فلول من قراع الكتائب
أي لكن تسمعون سلاماً .قال تعالى:{ تحيتهم فيها سلام}[ إبراهيم: 23] وقال{ لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاماً سلاماً}[ الواقعة: 25 ،26] .
والرزق: الطعام .
وجيء بالجملة الاسمية للدلالة على ثبات ذلك ودوامه ،فيفيد التكرر المستمر وهو أخص من التكرر المفاد بالفعل المضارع وأكثر .وتقديم الظرف للاهتمام بشأنهم ،وإضافة رزق إلى ضميرهم لزيادة الاختصاص .
والبُكرة: النصف الأول من النهار ،والعَشي: النصف الأخير ،والجمع بينهما كناية عن استغراق الزمن ،أي لهم رزقهم غير محصور ولا مقدّر بل كلما شاءوا فلذلك لم يذكر اللّيل .