الغلب حقيقته: الاستيلاء والقهر .وأطلق هنا على التلبس بالشقوة دون التلبس بالسعادة .ومفعول{ غلبت} محذوف يدل عليه{ شقوتنا} لأن الشقوة تقابلها السعادة ،أي غلبت شقوتنا السعادة .والمجرور ب ( على ) بعد مادة الغلب هو الشيء المتغالب عليه كما في الحديث «قال النساء: غلبنا عليك الرجال» .مُثِّلَت حالة اختيارهم لأسباب الشقوة بدل أسباب السعادة بحالة غائرة بين السعادة والشقاوة على نفوسهم .وإضافة الشقوة إلى ضميرهم لاختصاصها بهم حين صارت غالبة عليهم .
والشِّقوة بكسر الشين وسكون القاف في قراءة الجمهور .وهي زنة الهيئة من الشقاء .وقرأ حمزة والكسائي وخلف{ شقاوتنا} بفتح الشين وبألف بعد القاف وهو مصدر على صيغة الفعالة مثل الجزالة والسذاجة .وزيادة قوله{ قوماً} على أن الضلالة من شيمتهم وبها قوام قوميتهم كما تقدم عند قوله{ لآيات لقوم يعقلون} في سورة البقرة ( 164 ) وعند قوله{ وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون} في آخر سورة يونس ( 101 ) .