{ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا} أي ملكتنا{ شِقْوَتُنَا} أي التي اقترفناها بسوء اختيارنا{ وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ} أي عن الحق ،ولذلك فعلنا ما فعلنا من التكذيب .قال أبو السعود:وهذا ،كما ترى ،اعتراف منهم بأن ما أصابهم قد أصابهم بسوء صنيعهم وأما ما قيل من أنه اعتذار منهم بغلبة ما كتب عليهم من الشقاوة الأزلية ،فمع أنه باطل في نفسه ،لما أنه لا يكتب عليهم من السعادة والشقاوة إلا ما علم الله تعالى أنهم يفعلونه باختيارهم ،ضرورة أن العلم تابع للمعلوم – يرده قوله تعالى:
( 107 ){ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ( 107 )} .