وعذاب الله المُقْسَم على وقوعه هو عذاب الآخرة لقوله:{ يوم تمور السماء موراً إلى قوله: تكذبون}[ الطور: 9 14] .وأما عذاب المكذبين في الدنيا فسيجيء في قوله تعالى:{ وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك}[ الطور: 47] .وتحقيق وقوع عذاب الله يوم القيامة إثبات للبعث بطريق الكناية القريبة ،وتهديد للمشركين بطريق الكناية التعريضية .
والواوات التي في هذه الآية كلها واوات قسم لأن شأن القسم أن يعاد ويكرر ،ولذلك كثيراً ما يُعيدون المقسم به نحو قول النابغة:
والله والله لنعم الفتى
وإنما يعطفون بالفاء إذا أرادُوا صفات المقسم به .
ويجوز صرف الواو الأولى للقسم واللاتي بعدها عاطفات على القسم ،والمعطوف على القسم قسم .
والوقوع: أصله النزول من علوّ واستعمل مجازاً للتحقق وشاع ذلك ،فالمعنى: أن عذاب ربك لمتحقق .
وحذف متعلق{ لواقع} ،وتقديره: على المكذبين ،أو بالمكذبين ،كما دل عليه قوله بعدُ{ فويل يومئذ للمكذبين}[ الطور: 11] ،أي المكذبين بك بقرينة إضافة رب إلى ضمير المخاطب المشعر بأنه معذبهم لأنه ربك وهم كذّبُوك فقد كذبوا رسالة الرب .وتضمن قوله:{ إن عذاب ربك لواقع} إثبات البعث بعد كون الكلام وعيداً لهم على إنكار البعث وإنكارهم أن يكونوا معذبين .