عطف على{ والسماء رفعها}[ الرحمن: 7] وهو مقابلُهُ في المزاوجة والوضع يقابل الرفع ،فحصل محسِّن الطباق مرتين ،ومعنى{ وضعها} خفضها لهم ،أي جعلها تحت أقدامهم وجُنوبهم لتمكينهم من الانتفاع بها بجميع ما لهم فيها من منافع ومعالجات .
واللام في{ للأنام} لَلأجْل .والأنام: اختلفت أقوال أهللِ اللغة والتفسير فيه ،فلم يذكره الجوهري ولا الراغب في « مفردات القرآن » ولا ابن الأثير في « النهاية » ولا أبو البقاء الكفوي في « الكليات » .وفسره الزمخشري بقوله: « الخلق وهو كل ما ظهر على وجه الأرض من دابة فيها روح » .وهذا مروي عن ابن عباس وجمععٍ من التابعين .وعن ابن عباس أيضاً: أنه الإِنسان فقط .وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه .
وسياق الآية يرجح أن المراد به الإنسان ،لأنه في مقام الامتنان والاعتناء بالبشر كقوله:{ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً}[ البقرة: 29] .
والظاهر أنه اسم غير مشتق وفيه لغات: أنام كسحاب ،وآنام كساباط ،وأنيم كأمير .