قوله تعالى:{والأرض وَضَعَهَا للأنام فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأكمام وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} [ 10 -12] .
ذكر جل وعلا في هذه الآية أنه وضع الأرض للأنام وهو الخلق ،لأن وضع الأرض لهم على هذا الشكل العظيم ،القابل لجميع أنواع الانتفاع من إجراء الأنهار وحفر الآبار وزرع الحبوب والثمار ،ودفن الأموات وغير ذلك من أنواع المنافع .
من أعظم الآيات وأكبر الآلاء التي هي النعم ،ولذا قال تعالى بعده:{فبأي ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [ الرحمان: 13] .
وما تضمنته هذه الآية الكريمة من امتنانه جل وعلا على خلقه بوضع الأرض لهم بما فيها من المنافع ،وجعلها آية لهم ،دالة على كمال قدرة ربهم واستحقاقه للعبادة وحده ،جاء موضحاً في آيات كثيرة من كتاب الله كقوله تعالى:{وَهُوَ الذي مَدَّ الأرض وَجَعَلَ فِيهَا رواسي وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [ الرعد: 3] الآية ،وقوله تعالى:{هُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض ذَلُولاً فَامْشُواْ في مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِ} [ الملك: 15] الآية .
وقوله تعالى{والأرض بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعاً لَّكُمْ ولأنعامكم} [ النازعات: 30 -33] وقوله تعالى{والأرض فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} [ الذاريات: 38] وقوله تعالى{الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض فِرَاشاً} [ البقرة: 22] الآية .
وقوله تعالى{والأرض مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رواسي وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً مُّبَارَكاً} [ ق: 7 -9] الآية .
وقوله تعالى{هُوَ الذي خَلَقَ لَكُم مَّا في الأرض جَمِيعاً} [ البقرة: 29] والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة .