هذا انتقال إلى الاعتبار بخلق الله الإِنسان وخلقه الجن .
والقول في مجيء المسند فعلاً كالقول في قوله:{ علم القرآن}[ الرحمن: 2] .
والمراد بالإِنسان آدم وهو أصل الجنس وقوله:{ من صلصال} تقدم نظيره في سورة الحجر ( 2 ) .
والصلصال: الطين اليابس .
والفخار: الطين المطبوخ بالنار ويُسمى الخزَف .وظاهر كلام المفسرين أن قوله:{ كالفخار} صفة ل{ صلصال} .وصرح بذلك الكواشي في « تلخيص التبصرة » ولم يعرجوا على فائدة هذا الوصف .والذي يظهر لي أن يكون كالفخار حالاً من{ الإنسان} ،أي خلقه من صلصال فصار الإِنسان كالفخار في صورة خاصة وصلابة .
والمعنى أنه صلصال يابس يشبه يبس الطين المطبوخ والمشبه غير المشبه به ،وقد عبر عنه بالحمأ المسنون ،والطين اللازب ،والتراب .