قوله تعالى:{خلق الإنسان من صلصال كالفجار 14 وخلق الجان من مارج من نار 15 فبأي آلاء ربكما تكذبان 16 رب المشرقين ورب المغربين 17 فبأي آلاء ربكما تكذبان 18 مرج البحرين يلتقيان 19 بينهما برزخ لا يبتغيان 20 فبأي آلاء ربكما تكذبان 21 يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان 22 فبأي آلاء ربكما تكذبان 23 وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام 24 فبأي آلاء ربكما تكذبان} .
يبين الله خلق الإنسان والجان .فقد خلق الإنسان من صلصال ،وهو الطين اليابس ما لم يحرق ويكن خزفا .وهو من الصلصلة أي الصوت عند القرع{[4421]} والفخار معناه الخزف{[4422]} وذلكم هو الإنسان ،إذ خلقه ربه من تراب مختلط بالماء .فهو بذلك من معدن الطين وهو معدن وسط ،فلا هو بالرفيع كأصل الملائكة من نور ،ولا هو بالوضيع الخسيس كالدواب العجماوات ،وإنما هو متأرجح متوسط بين العلو والهبوط .وذلك بالنظر لطبيعة تكوينه التي تمتزج فيها الروح الشفيفة الرقيقة ،بالطين المنتن الثقيل .