الهمّاز كثير الهمزة .وأصل الهمز: الطعن بعود أو يد ،وأطلق على الأذى بالقول في الغيبة على وجه الاستعارة وشاع ذلك حتى صار كالحقيقة وفي التنزيل{ ويل لكلّ هُمَزَة}[ الهمزة: 1] .
وصيغة المبالغة راجعة إلى قوة الصفة ،فإذا كان أذى شديداً فصاحبه{ همّاز} وإذا تكرر الأذى فصاحبه{ همّاز} .
المشَاء بالنميم: الذي يَنِمّ بين الناس ،ووصفه بالمشّاء للمبالغة .والقول في هذه المبالغة مثل القول في{ هَمَّازهَمَّازٍ مَّشَّآءِ} وهذه رَابعَة المذامّ .
والمشي: استعارة لتشويه حاله بأنه يتجشم المشقة لأجل النميمة مثل ذِكر السعي في قوله تعالى:{ ويسعَوْن في الأرض فساداً}[ المائدة: 64] ،ذلك أن أسماء الأشياء المحسوسة أشدّ وقعاً في تصوّر السامع من أسماء المعقولات ،فذِكر المشي بالنميمة فيه تصوير لحال النمّام ،ألا ترى أن قولك: قُطِع رأسُه أوقعُ في النفس من قولك: قُتِل ،ويدل لذلك أنه وقع مثله في قول النبي صلى الله عليه وسلم «وأمَّا الآخَرُ فكان يمشي بالنميمة»
والنميم: اسم مرادف للنميمة ،وقيل: النميم جمع نميمة ،أي اسمُ جمع لنميمة إذا أريد بها الواحدة وصيرورتُها اسماً .