هماز: عيّاب طعّان ،أو مغتاب .
مشاء بنميم: الذي يمشي بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم .
10- همّاز مشّاء بنميم .
هو كثير الهمز واللمز ،بحّاث عن عيوب الناس ،مما يدلّ على عيب في ذاته ،وقد ذمّ الله هذا الخلق ،ونهى عن التماس عيوب الآخرين .
قال تعالى: ويل لكل همزة لمزة .( الهمزة: 1 ) .
وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب ...( الحجرات: 11 ) .
مشّاء بنميم .
إنسان وصولي ،حاقد على تواصل الناس وترابطهم ،فهو يمشي بالنميمة ،ويقطع أواصر الأخوّة ،ويحول أصدقاء الأمس إلى متباغضين ،وفي الأثر: ( من نمّ لك نمّ عليك ،ومن أخبرك بخبر غيرك أخبر غيرك بخبرك ) .
وقد أخرج أبو داود ،والترمذي من حديث ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى أن ينقل إليه أحد ما يغيّر قلبه على صاحب من أصحابه ،وكان يقول: ( لا يبلّغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا ،فإني أحبّ أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر )vi .
وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: ( إنهما يعذّبان وما يعذبان في كبير: أمّا أحدهما فكان لا يستتر من البول ،وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )vii .
وروى الإمام أحمد ،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يدخل الجنة قتات )viii .
وأورد الحافظ ابن كثير طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة عند تفسير هذه الآية ،وكذلك صاحب ( في ظلال القرآن ) .
وأنقل لك هذا الحديث:
روى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أخبركم بخياركم ) ؟قالوا: بلى يا رسول الله ،قال: ( الذين إذا رؤوا الله عز وجل ) ،ثم قال: ( ألا أنبئكم بشراركم ؟المشّاءون بالنميمة ،المفسدون بين الأحبة ،الباغون للبرآء العيب )ix .